تقرير التفتيش التربوي: محدداته وأطره الديداكتيكية والبيداغوجية
المفتش وتقويم أداء المدرسين
يتعلق التفتيش التربوي بتتبع ومراقبة عمل الممارسين للفعل التربوي، وتقويم أدائهم من أجل تحقيق النجاعة في الفعل التربوي والرفع من جودة التربية في مفهومها الشامل لتحقيق التوجيه الملائم والتكوين الجيد والنافع للتلميذ (ة) عن طريق ضمان التنظيم المحكم والتدبير الجيد المؤسسات التربية والتكوين"، ومن هذا المنظور يعد التفتيش أو نظام التقويم أداة مساهمة أساسية في تحليل مختلف المؤثرات والظروف المحيطة بعملية التدريس وتوجيهها وجهة صحيحة عن طريق مساعدة المدرسين على تنمية كفاءاتهم المهنية، والكشف عن مواطن الضعف والقصور في الأساليب والطرائق، وحتى المناهج نفسها وتقديم البدائل التي تمكن من مواجهتها
وتتجلى فعالية نظام تقويم أداء المدرسين في مدى مساهمة هذا النظام في مساعدة المدرسين على تطوير أدائهم الوظيفي وتحسين علاقاتهم المهنية ، وأما موضوعيته فإنها تتجسد في مدي استاد هذا النظام إلى معايير واضحة ودقيقة وعادلة، ومدى قدرة المفتش التربوي على الحكم على أداء المدرسين بكفاءة وموضوعية
ويتطلب أداء المفتش لدوره التقويمي لأداء الموظفين امتلاك الكفاءة المناسبة لأداء هذا الدور على النحو الذي يسهم حقيقة في التأثير الإيجابي في العملية التعليمية-التعلمية، ومن الأهمية أن يكون المفتش على درجة عالية من الخبرة بمتطلبات التقويم وبالمشكلات التي تواجه المدرسين، ومن ثمة القدرة على رسم الاستراتيجيات والخطط ليتسنى له التدخل الناجع في تطوير العمل التربوي وياتي، في هذا السياق، التقرير التربوي للمفتش باعتباره أداة تقويمية لأداء المدرسين، خاصة إذا استند إلى معايير مهنية واضحة، واتصف بما يلزم من الدقة والموضوعية
الزيارة الصفية أو التفتيش
تعتبر الزيارة الصفية أو التفتيش التربوي أداة فعالة في تقويم أداء المدرسين وتطويره، انطلاقا من استنادهما إلى فحص الممارسات وتحليلها ونقدها في ضوء التصورات الديداكتيكية الناظمة للمادة وتوجيهاتها التربوية، وكذا الممارسات البيداغوجية السليمة، وذلك بهدف مساعدة المدرس على فهم وظيفته التعليمية والإيمان بها والإخلاص في ادائها
-مساعدة المدرس على فهم وتحديد الأهداف التربوية لأدائه ومراجعتها؛
- مساعدة المدرس على الاهتمام بالعملية التعلمية والسهر على توظيفها ممارسته التدريسية؛
- توجيه المدرس إلى استثمار أساليب التنشيط التربوي الفعال تقوية ميول التلاميذ إلى التعلم والاستجابة لحاجاتهم
-مساعدة المدرسين على التخطيط السليم المبني على أسس علمية مناسبة للمواقف والوضعيات التدريسية
- مساعدة المدرس على حسن توظيف وسائل التعلم والأدوات والطرق؛
- تشجيع المدرسين على مواكبة مستجدات التربية والتعليم وتطوير تجاربهم المهنية، عبر التكوين الذاتي والمستمر؛
-تثمين التجارب التدريسية الرائدة وتعميمها؛
يتطلب إنجاز كل هذه المهام التقويمية المتعددة والمترابطة من المفتش التربوي جهدا مكثفا يرتكز بالأساس على استحضار
- الأبعاد الإنسانية والقانونية للعملية التعليمية التعلمية؛
- المعرفة القانونية بالمهام المهنية وخلفياتها التشريعية؛
-حدود وضوابط مهنة التدريس ومرجعياتها؛
-المفاهيم والتصورات المؤطرة للعمل الديداكتيك، المهنية، الفعالية)؛
- طبيعة المهمة المنجزة في كل مرحلة أو فترة من فترات العمل التفتيشي (مراقبة،تأطير، توجيه، افتحاص .)
- النتائج المرجوة من العمل أو المهمة المنجزة وتأثيرها على مكونات العملية التعليمية التعلمية (المدرس، التلميذ، المادة الدراسية) |
- التفاوت والفروق الفردية بين المدرسين وممارساتهم التدريسية
- وضوح الخطاب التربوي ؛
- تقديم بدائل ورلى للتطوير
-سياق يتناغم مع التوجيهات التربوية الرسمية
- التدرج
-الاقتراحات والتوجيهات واستحضار أبعادها التشريعية
ولذلك كانت الملاحظة الصفية أداة حقيقية لتتبع الممارسات الصفية، وتقويم الأداء المهني للمدرسين، غيران هذا الأمر يستلزم الوعي بأهميها والحرص على دقتها وموضوعيتها حتى تكون أكثر نجاعة ورصد الممارسة الصفية وتقويمها.