صعوبات التعلم: الأسس النظرية، التشخيص والعلاج
تمهيد وتوطئة:
صــعوبات الــتعلم كانــت ولا تــزال محــور حــديث التربــويين، عــلى مختلف الأصعدة التربوية.. فام المقصود بهذه الظاهرة؟الواقــع أن هنــاك العديــد مــن التعــاريف لصــعوبات الــتعلم، ومــن أشهرها أنها الحالة التي يظهر صاحبها مشـكلة أو أكـرث في الجوانـب التالية:
التالية: القدرة على استخدام اللغة أو فهمها، أو القدرة على الإصغاء والتفكــري والكــلام أو القــراءة أو الكتابــة أو العمليــات الحســابية البسيطة، وقد تظهر هذه المظاهر مجتمعة وقـد تظهـر منفـردة. أو قد يكون لدى الطفل مشكلة في اثنتني أو ثلاث مام ذكر.
فصعوبات التعلم تعني وجود مشكلة في التحصيل الأكـادميي (الـدراسي) في مواد القراءة / أو الكتابة / ً أو الحسـاب، وغالبـا يسـبق ذلـك مـؤشرات، مثـل صعوبات في تعلم اللغة الشفهية (المحكيـة) ً ، فيظهـر الطفـل تـأخرا في اكتسـاب ً ً اللغة، وغالبا يكون ذلك متصاحبا مبشاكل نطقية، وينتج ذلك عـن صـعوبات في التعامل مع الرموز، حيـث إن اللغـة هـي مجموعـة مـن الرمـوز (مـن أصـوات كلامية وبعد ذلك الحروف الهجائية) المتفق عليها بني متحديث هذه اللغة التـي يستخدمها المتحدث أو الكاتب لنقـل رسـالة (معلومـة أو شـعور أو حاجـة) إلى المستقبل، فيحلـل هـذا المسـتقبل هـذه الرمـوز، ويفهـم المـراد مـام سـمعه أو قــرأه. فــإذا حــدث خلــل أو صــعوبة في فهــم الرســالة بــدون وجــود ســبب لـــذلك (مثـــل مشـــاكل ســـمعية أو انخفـــاض في القـــدرات الذهنيـــة)، فـــإن ذلك يتم إرجاعه إلى كونـه صـعوبة في تعلـم هـذه الرمـوز، وهـو مـا نطلـق عليـه "صعوبات التعلم".
↚
إذن الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعلم هو وجود تأخر ملاحـظ، مثـل الحصول على معدل أقل عـن المعـدل الطبيعـي المتوقـع مقارنـة مبـن هـم في سـن الطفل، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التـأخر (فـذوو صـعوبات الـتعلم تكون قـدراتهم الذهنيـة طبيعيـة)، ومـا دام أن الطفـل لا يوجـد لديـه مشـاكل في القراءة والكتابة، فقد يكون السبب أنه بحاجة لتـدريب أكـرث حتـى تصـبح قدرتـه أفضل، ورمبا يعود ذلك إلى مشكلة مدرسية، ورمبا (وهذا مـا أميـل إليـه) أن يكـون الفردية في القدرات الشخصية، فقد يكون الشخص أفضـل في ً هذا جزءا من الفروق الرياضيات منه في القراءة أو العكس، ثم إن الدرجة التي ذكرتها ليست سـيئة، بـل هي في حدود الممتاز.
ويعتقد أن ذلك يرجع إلى صعوبات في عمليات الإدراك نتيجة خلـل بسـيط في أداء الدماغ لوظيفته، أي إن الصعوبات في الـتعلم لا تعـود إلى إعاقـة في القـدرة السمعية أو البصرية أو الحركية أو الذهنيـة أو الانفعاليـة لـدى الفـرد الـذي لديـه صعوبة في التعلم، ولكنها تظهر في صعوبة أداء هذه الوظائف كام هو متوقع.
ورغم أن ذوي الإعاقات السابق ذكرها يظهرون صعوبات في التعلم، ولكننـا هنا نتحدث عن صعوبات التعلم المنفردة أو الجامعية، وهـي الأغلـب التـي يعـاين منها طفلك. وتشخيص صعوبات الـتعلم قـد لا يظهـر إلا بعـد دخـول الطفـل المدرسـة،وإظهار الطفل تحصيلاً ً متأخرا عن متوسط ما هو متوقع من أقرانه - ممـن هـم في ً نفس العمر والظروف الاجتامعية والاقتصادية والصحية - حيث يظهر الطفل تأخرا ً ملحوظا في المهارات الدراسية من قراءة أو كتابة أو حساب.