من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم
لم يعد يعتمد أي نظام تعليمي علي وسـائل و ً تكنولوجيـا التعلـيم دربـا مـن الـترف يمكن الاستغناء عنه ، بل أصبح ضرورة لضامن نجاح تلك النظم ، و ً جزءا لا يتجزأ في بنية منظومتها. ومع أن بداية الاعتماد عـلي الوسـائل التعليميـة في عمليتـي التعلـيم والـتعلم لهـا جـذور ً ً تاريخيـة قديمة، فإنهـا مـا لبثـت أن تطـورت تطـورا متلاحقـا كبيرا في الآونـة الأخـرية في ظـل عـصر التكنولوجيا المتقدمة وما أنتجته من أجهزة و آلات و ً مواد تعليميـة ، مـا لبثـت أن أصـبحت جـزءا لا يتجزأ من منظومة التعليم الحديثة .
وقد مرت وسائل وتقنيات التعليم برحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتـى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطهـا بنظريـة الاتـصال الحديثـة ، واعتمادها على مدخل النظم وفي ظل تكاملها مع تكنولوجيا الاتـصالات والمعلومـات بتطبيقاتهـا الحديثـة حيـث أصبحت هذه الوسائل وتلك التقنيـات حلقـة في منظومـة متفاعلـة متكاملـة تعـرف اليـوم بمنظومة تكنولوجيا التعليم.
وعلى ضفاف تلك الرحلة سارت صفحات هذا الكتاب ، لتوضح لكل معلـم ومعلمـة ، لكـل باحث وباحثة ، لكل طالب وطالبة ، بل لكل قارئ عريب مثقـف مفهـوم الوسـائل التعليميـة ، وكيـف تطورهذا المفهوم ليصل إلى مفهوم تكنولوجيا التعليم .
وفي هذا الإطار نعرض بني دفتي الكتاب ثلاثـة عـشر فـصلا في جـزءين ، الجـزء الأول شـمل سبعة فصول : يتناول الفصل الأول منها مفهوم تكنولوجيا التعليم ومراحل تطوره. ويتناول الفصل الثاين مفهوم الوسائل التعليمية والفارق بينه وبني تكنولوجيا التعليم ، كما يعرض لتصنيفات الوسائل التعليمية المختلفة.
ويعرض الفصل الثالث مفهوم الاتصال التعليمي وعناصره ومناذجه ومعوقاته . ويتناول الفصل الرابع مدخل النظم والتصميم التعليمي موضحا مهارات التصميم التعليمي وأهم نمادجه .