في خرجة مثيرة..الأخضر يُحمِّل الأساتذة مسؤولية تخريب المؤسسات التعليمية !
تدوينة الأخضر الجيلالي رئيس مصلحة تدبير الوارد البشرية بمديونة، وصديق وزير التربية الوطنية ،سعيد أمزازي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
نص التدوينة:
راه مزيان نشرو صور بعض المؤسسات أو الأقسام المهجورة في حالة يرثى لها؛ حتى نستشعر هول الكارثة التي نعيش بين ظهرانيها، أو علَّنا نلقي القبض على المتهم/ المسؤول لمحاكمته وتعريضه لأقسي العقوبات مع الأعمال الشاقة إن تطلب الأمر ذلك..
من أجل هذا؛ نطلب المزيد من النشر وكشف عورة منظومتنا المستورة بخِرقة قماش شفاف، حتى تظهر للعيان، ونقول للعالم، ها نحن أساتذة ومربو المغرب، فأرونا مربيكم..!!
ولكن؛ دعوني أتحدث قليلا بلغة المنطق والواقعية، وبلسان وعين الأستاذ الممارس، لا بلسان المسؤول المنظِّر في باب الرواح.
_واش ما سولناش راسنا من المسؤول عن هذه الحالة التي نحن بصدد تسويقها من خلال النشر وإعادة النشر ظنا منا أننا نحسن صنعا؟؟ وهل هي وليدة اليوم_ إن سلمنا أن مدارسنا التي درسنا فيها في السابق كانت جنة ورياضا_ أم أنه مرض وراثي يستشري يوما بعد يوم؛ بفعل عقلية مجتمع ينتظر الإصلاح لا يساهم فيه، بل وحتى إن وقع، أرهنه وأدخله في دوامة إصلاح الإصلاح؟؟
واش ما سولت راسي وأنا أنشر وأعري هذا الواقع؛ أني أتحمل جزءا من المسؤولية فيه، إن لم نقل أتحمل الجزء الأكبر من الإدانة فيه؟؟
* فأين نحن من حملات التحسيس والتوعية والزجر أحيانا في صفوف المتعلمين، الذين ما إن يغادر الأستاذ في عطلة بينية أو عطلة نهاية الأسبوع حتى يتسلق هؤلاء أسوار المدرسة ويعبثون بمحتوياتها ويكسرون سبوراتها وأبوابها ونوافذها؛ أو ما إن يرن جرس الاستراحة وتخرج أخي الاستاذ(ة) لتشتم بعضا من الهواء في شرفة القسم، حتى يتسلق التمليذ بقامته الطويلة وينزع مصابيح القسم، ويركب الطاولات بكل ثقله وينزع سبورته على مسمعك أو مرأى عينيك، أو يخط كلمات نابية أو رسومات مخلة وراء مكتبك، تهدر على إثرها ربع ساعة وزيادة من التقريع أو الوعيد، إن لم تشوش عليك طيلة الحصة، ويتوقف الدرس بقهقهات من هنا وهناك؟؟
*أين أنت أخي الأستاذ من تفعيل النوادي المنصوص عليها داخل مؤسستك، من نادي البيئة والصحة والقراءة وحقوق الإنسان وووو تلكم النوادي ذات البعد التربوي التي أصبح النزر القليل من ينخرط فيها أو يفعلها؟؟
*بل أين أنت من تفعيل مجالس الانضباط وزجر التلاميذ المخربين للملك العمومي في مؤسستك وأنت تشاهد ذلك بأم عينيك مكتفيا بعبارة" ماشي سوقي" بل وتطالب في اليوم الموالي إدارة المؤسسة بإحضار سبورة أخرى، من باب التفكير السائد "أن الدولة ماشي فقيرة والفلوس موجودة"
*أين أنت من الانخراط في الجمعيات وعقد الشراكات، وتفعيل جمعية الآباء وجمعية دعم مدرسة النجاح؛ خصوصا إذا علمنا أن الآلاف من الدراهم تبقى مكدسة في حساب هذه الجمعية دون أن تصرف، لحسابات ضيقة أو صراعات هامشية، وهي التي تكفي لإصلاح ما تقوم بتصويره ونشره؛ معتقدا أن بنشرك هذا، تكون قد ساهمت في تدوين اسمك في خانة الأساتذة العظماء الذين لا يخشون أحدا، أو اعتقادا منك أنه نضال ما بعده نضال.
*أين أنت من الاشتغال بمنهج التعاون مع الإدارة في شخص مديرها وطاقمها، بدل جعلها عدوك الأول والأخير، وزرع الأحقاد والوشاية بين زملائك، وتحويل مؤسستك التعليمية إلى ساحة حرب ووغى، كل واحد ناصب لراجماته، يتصيد أخطاء زميله؛ ليشعل فتيل معركة جديدة، على حساب ومصلحة التلميذ وصورة المؤسسة وسمعتها، راهنا إياها في دوامة الصراع بدل البناء.
*أين نحن من داك الأستاذ الذي ينهج منهج التواصل والانفتاح على محيطه في القرية التي يدرِّس بها، ويقوم بالتوعية والتحسيس حاثا أهل الدوار أو القرية بضرورة الانخراط في حملة النظافة والإصلاح التي تستهدف محيط المؤسسة وأقسامها (والتي تلاقي تفاعلا سريعا كما لاحظنا وعشنا ذلك) مفضلا الاشتغال بجانب أكوام الأزبال هنا وهناك، لاعنا للدولة والوزارة الوصية، مستلا لهاتفك المحمول موثقا بعضا من هذه المشاهد المقززة، بل مقارنا بين مدرسة انت صانعها؛ وبين نظرائها في النرويج وكندا واليابان؟؟؟
*لماذا عندما يبادر أستاذ(ة) ما إلى إطلاق حملة تنظيف لمكان اشتغاله وعمله، وإدخال جمالية على قسمه؛ حبا لظروف اشتغال مريحة للعين والقلب، أو حبا لمتعلميه؛ حتى تنهال عليه التعليقات بالسب والشتم والاتهام بالخيانة العظمى.. وكأن الأصل هو ضرورة ترك الحال على حاله..
ختاما؛ زملائي زميلاتي:
إن حال هذه المدرسة التي نكثر النواح عليها، لن تصلح إلا بإصلاحنا، وبانخراطنا الجدي فيها، وتغيير عقلياتنا التي ألفت القول بلا عمل..
فهذا واقعنا ولا أحد منا ينكره أو يخفيه؛ فأول لبنة في البناء؛ هي طوبة وحجر صراحة يكسر منطق "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" الذي نراه اليوم؛ منطق رهن البلاد والعباد في ذيل ترتيب الأمم الأخرى وجعلنا عالة عليها في كل شيء...!!