الذات المتعددة لدى بول ريكور
ملخص
يُعتبر الفيلسوف الفرنسي بول ريكور أحد أكبر فلاسفة القرن العشرين لغزارة مدونته الفلسفية وخاصة لكونه قد نهل وتشبع من روافد الفلسفة القارية والانغلوسكسونية. انصب كل اهتمامه على التوفيق والوفاق بين التحليلية البرغماتية الانغلوسكسونية والفينمينولوجيا-التأويلية )الهرمنطيقا( ألالمانية) . حاول الاجابة عن أسئلة العصر الحارقة المتصلة أساسا بتشخيص علل الذاتية الحديثة على ضوء مكتسبات العلوم اإلنسانية وخاصة أفعال الخطاب Les actes du discours لدى اوستين سورل ستراوسن وريكنتي بيد أن تحليالته
وخاصة أفعال الخطاب Les actes du discours لدى اوستين سورل ستراوسن وريكنتي لم تتوقف عند مستوى المعالجة البنيوية والبرغماتية، بل انفتحت على الروافد األنطولوجية والانثربولوجية والتأويلية كما اشتغل عليها هايدغر وهوسرل وغادمير ودلتاي وبذلك تكون فلسفة بول ريكور قد نهلت من الضفتين وعيا منها بضرورة توحيد الاقوال حول الانسان الراهن من أجل وضع نظاما فلسفيا متكاملا قادر على استجماع الروافد المبعثرة وتوحيدها في ذات جديدة تتعايش فيها الوحدة والتنوع.