كيفية بناء مشروع المؤسسة بتقنية EPAR
بحث تربوي من انجاز : ذ – حسن السماتي
مدير الثانوية الإعدادية محمد عابد الجابري / تطوان
مما لاشك فيه أن الأدبيات التربوية قد استعملت عدة مفاهيم استقتها من مجالات إنسانية متعددة . منها مفهوم الهدف
من المجال العسكري ، ومنها مفهوم التصميم من المجال العمراني ، و كذلك الشأن بالنسبة لمفهوم المشروع الذي
يؤطر بحثنا هذا ، فهو مأخوذ من المجال الاقتصادي حيث مشروع المقاولة .
إن قراءة بسيطة في مضمون المذكرة الوزارية رقم 73 بتاريخ 12/04/1994 توضح أن مشروع المؤسسة جاء ليسد
فراغا تعاني منه المؤسسات التعليمية في إطار ارتباطها بمركزية القرار . فتم اعتماد هذا الطرح التربوي من اجل منح
هامش من الحرية للمؤسسات التعليمية لنخرط في محيطها و تستجيب لحاجيات روادها ، حيث نصت المذكرة على أن
تقوم المؤسسة التربوية بدور فعال في اغناء البحث الميداني و المساهمة في تنمية التجديد التربوي على الصعيد
المحلي .
إلا انه مهما كانت الجهود المبذولة في هذا الصدد، فإنها لن تبلغ منتهى غاياتها ما لم تنتظم في إطار مشروع
تقوم المؤسسة التربوية بضبط معالمه و إستراتيجية تنفيذه و أساليب تقويمه .
إن السياق العام الذي أتى في طرح مشروع المؤسسة هو محاولات إصلاح و تجديد المنظومة التربوية في أبعادها
المختلفة ، و أهميته كتصور تربوي هو في ما يحمله من أسباب النجاح اعتبارا لارتباط موضوعه بالمعيش اليومي .
إن مشروع المؤسسة ينبغي أن يتمحور حول موضوع له اتصال مباشر بالحياة اليومية للمؤسسة ، و أن يهدف إلى
دعم العمل التربوي في مختلف مساراته ، و أن يكون وسيلة تساعد على رفع مستوى التعليم و زيادة فعالية العمل
التربوي و نجاعته في الترقي الذاتي للتلاميذ و في جعل المدرسة عنصر إشعاع و تنمية .
إن العمل بالمشروع يفسح المجال أمام مجموعة من الفعاليات للمساهمة فيه و بذلك تكتسب نوعا من الاستقلالية
لمعالجة المشاكل و القضايا التربوية المحلية و تساهم في إعداد استراتيجية محلية تتماشى و الأهداف التربوية العامة
للنظام التربوي .