ما هي مواصفات الدرس الجيد ؟
ما هي مواصفات الدرس الجيد ؟ هل هو الدرس الذي يشعر التلاميذ فيه بالسعادة والمرح؟ أم هو الدرس الذي يشارك فيه التلاميذ بصورة فعالة؟ أم هو الدرس الذي يراعي الفروق الفردية لكل تلميذ؟ أم هو الدرس الذي يرفض فيه الاستاذ التسيب وتدليل التلاميذ ، ويؤمن بالنظام والحزم والصرامة؟ أم هو الدرس الذي تهيمن عليه التقنيات الحديثة من كمبيوتر إلى سبورة تفاعلية إلى آيباد، أي درس بلا أوراق؟
من يحدد معايير الدرس الجيد؟
قبل الحديث عن معايير الدرس الجيد، لابد أن نتساءل عمن يملك الكفاءة لتحديدها، هل هم الاساتذة والاستاذات؟ ربما يعتقد بعضهم أن مشاركة التلاميذ في الحصة، خير دليل على جودة الدرس، وبعضهم الآخر يرى أن المعيار هو أن يسود الهدوء في الصف، مما يتيح للاستاذ أن يشرح عناصر الدرس بصورة منظمة، وينتهي منها.
هل هو الإشراف التربوي؟ الذي ربما يحكم على الدرس قياسا على مدى الالتزام بالجدول الزمني لتوزيع المنهاج الدراسي، أو على نظريات التربية التقدمية، التي تركز على مراعاة حاجات المتعلم واهتماماته الشخصية، وتركز على قيم الحرية والربط بين الإبداع والميول، والخبرات الحياتية التي تكسب المتعلم معرفة أفضل بالواقع المعاش.
هل هم التلاميذ والتلميذات الذين أقيمت المدارس من أجلهم، وهم المستفيد الأول من جودة الدرس؟ بعض التلاميذ يعتقد أن الدرس الجيد هو الذي يكون مسليا، فلا يشعرون فيه بالجهد، ويرى البعض الآخر على العكس من ذلك أن الدرس الجيد هو الذي يقترن بالجهد، والذي يحتاج إلى التركيز الشديد، بحيث تأتي الثمار بعد التعب.
هل هم أولياء الأمور الذين يلمسون نتيجة الدروس على أبنائهم وبناتهم؟ بعضهم يربط بين الدرس الجيد، وبين حب أبنائهم للمادة، وحرصهم على مذاكرتها، ورغبتهم في مواصلة تعليمهم الجامعي في هذه المادة، والبعض الآخر يرى أن الارتياح للمعلم والشعور بالسعادة عند وجود حصته في اليوم الدراسي، أكبر دليل على جودة الدرس.
وإلى جانب الاساتذة والمشرفين التربويين، والتلاميذ وأولياء أمورهم، فهناك فئات أخرى في المجتمع تشارك في تقييم الدروس، فأساتذة الجامعات، وعلماء النفس، ونقابات المهن التعليمية، والسياسيون، والصحفيون، وعلماء الاقتصاد، ورؤساء الشركات الصناعية، وغيرهم كثيرون، يتحدثون عن ضعف الطلاب، ويقدمون الاقتراحات لتحسين طرق التدريس، ورفع كفاءتهم.
الطريف في الأمر أن كل من يطرح مواصفات للدرس الجيد، لا يقبل النقاش، ويعتبر ما يقوله مطلق الصلاحية، وأمرا بديهيا، حتى ولو كان متناقضا مع ما يذكره غيره من آراء، فالجميع يعتبر نفسه خبيرا في قضايا التعليم، والكل يكيل التهم لوزارة التعليم والمسؤولين فيها، وللاساتذة، ويحن إلى الماضي، حين كان التعليم في رأيهم أفضل، أو يتحدث عن الغرب الذي فيه كل الأشياء أحسن، ولا يقبل أن يذكر أن في تعليم بلاده جوانب مضيئة، يمكن السعي لزيادتها، ويرفض أن يضيء شمعة بدلا من أن يلعن الظلام.
يمكن أن ننظر للأمر باعتبار أن كل فئة تتحدث من خلال رؤيتها ومصلحتها، وأن الأفضل أن يتركز الجهد على دراسة المعايير المطروحة، وليس على من يقدم هذه المعايير، ونسعى للالتزام بالأسس العلمية، المدعومة بالحجج، ونتوصل بذلك إلى معايير عملية قابلة للتنفيذ.
الدرس الجيد والغرض منه
المحور الأساسي الذي ينبغي أن ننطلق منه، هو السؤال عن الغرض المرجو تحقيقه من الدرس، قبل البحث عن الوسائل الكفيلة لضمان ذلك، ويمكن أن نستعرض فيما يلي مثالا، يوضح أهمية تحديد هذا الغرض:
رأى المعلم الدهشة والحيرة في عين مدير المدرسة، الذي زار الفصل لمشاهدة الطريقة التي يستخدمها المعلم في الشرح، بعد أن وصلته بعض الشكاوى من أولياء الأمور، رغم ما يعرفه عنه من إتقان في العمل، وتنظيم في كل ما يقوم به، وقدرة على ضبط الصف، دون رفع صوته أو تهديد بعقاب. وقبل أن يفتح المدير فمه، بادره المعلم قائلا: «إنني أعرف جيدا أني بارع في التدريس، ولا يوجد عيب فيما أقوم به من عمل».
لقد لاحظ المدير أن المعلم كان بشوشا طوال الدرس، قادرا على صياغة أفكاره بلغة مفهومة ورصينة في الوقت ذاته، وكانت عناصر الدرس على السبورة واضحة، ومكتوبة بخط جميل، وبنقاط مرتبة، وكانت طريقة شرحه تجتذب كل التلاميذ، لكن المدير لاحظ أيضا أن التلاميذ لم يتحدثوا أبدا، لم تصدر كلمة واحدة من أي تلميذ، البعض كان يكتب ما يقوله المعلم، والبعض الآخر ينظر إليه بانبهار، ولا يقدر أن يصرف نظره عن المعلم.
وسأل المدير نفسه: هل قدم المعلم ما يحتاجه التلاميذ؟ أم أن كل ما قام به في الدرس، كان له هدف واحد وهو إبراز قدراته، وإظهار مواهبه؟
إن الدرس لا ينبغي أن يكون في خدمة المعلم، ولا أن يتحول إلى مسرح يستعرض عليه براعته في العمل، وإتقانه للمعايير الشكلية للتدريس، بل يجب أن يحقق كل درس مكسبا للتلميذ، وخطوة إلى الأمام في طريق نموه المعرفي والأخلاقي والسلوكي، لأن المدرسة ما وجدت إلا من أجل التلميذ، وليس الغرض الأساسي منها توفير أماكن عمل للمعلمين والمعلمات، ولا فرصة لهم لتحقيق طموحاتهم الشخصية والوظيفية.
إن هذا المكسب الذي يحصل عليه التلميذ، لا يتحقق إلا من خلال:
- أهمية محتوى الدرس والغرض المرجو تحقيقه لصالح التلاميذ.
- طريقة التدريس.
- المناخ السائد داخل الصف.
- الظروف الخارجية المؤثرة في الدرس.
الدرس الجيد والمحتوى:
ترتبط استفادة التلاميذ من الدرس، من وجهة النظر التربوية والنفسية والاجتماعية، بالقضايا المحورية التالية:
- أي معارف عن الماضي، يحتاج إليها التلاميذ لفهم الحاضر، وللحوار بين الأجيال؟
- ما هي المعارف الهامة لتنمية شخصية التلميذ؟
- ما هي المعارف الضرورية لحل المهام الجوهرية المستقبلية في مجالات الحياة الخاصة والعامة؟
- ماذا يحتاج الطالب للتعلم من المنطق لمساعدته في اتخاذ القرارات؟
- ما الذي يمكن تحقيقه في إطار الظروف المكانية والزمانية والإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة؟
ونظرا لمحدودية الوقت المخصص للدرس، فإنه من الضروري التركيز على القضايا الجوهرية في الحصة، ومن الضروري بمكان أن يشارك التلاميذ في القرارات المتعلقة بالمحتوى، لأن الكثير من المعايير المذكورة أعلاه ذات طابع فردي.
إن الدرس الجيد يجب أن يتناول الماضي والحاضر والمستقبل، وكذلك قضايا الفرد والمجتمع بصورة متوازنة، بحيث لا يضيع أي عنصر منها، ولا يجري التركيز على أحدها، على حساب بقية العناصر المشار إليها.
الدرس الجيد والأهداف:
على الرغم من أهمية القرارات المتعلقة بمحتوى الدرس، يجب أن نضع السؤال الهام التالي نصب العين، ما هي الكفاءات والأهداف المرجو تحقيقها بالنسبة للفرد في المجالات التالية:
- المعارف والمعلومات.
- الآراء المعقَّدة.
- الأحكام على الأشياء والقيم.
- المهارات الذهنية والعملية.
- القدرات العامة للتفكير والحكم على الأشياء والاستعداد لتحمل المسؤولية.
إن فهم الحاضر لا يمكن أن يتحقق بدون المعرفة المتعمقة للحقائق عن الماضي، وبدون امتلاك القدرة على إصدار أحكام، ولا يمكن التغلب على مهام الحاضر، بدون وضوح المصطلحات، ووجود القدرة التحليلية، والآراء المعقدة، ووجود مهارات محددة.
إلا أن من أهم ما يجب أن يكتسبه التلميذ في الدرس، هو القدرة على العمل بصورة مستقلة، والتوصل إلى مواقف وقناعات خاصة به، وتعلم كيفية التوصل إلى قرارات تتناسب مع كل موقف، واتساع أفقه، والتوصل إلى طرق جديدة في التفكير، ويمكن إيجاز ذلك بأن المطلوب هو دعم التلاميذ والتلميذات على النضج الشخصي والتألق اجتماعيًا.
وبذلك فإن الدرس الجيد ليس الدرس الذي يفرض عليه المعلم أسلوبه وشخصيته، بل هو عبارة عن حوار بين طرفين، هو عملية مشتركة بين المعلمين والتلاميذ.
الدرس الجيد والأبعاد الاجتماعية
كثير من الطلاب يرون أن جاذبية المدرسة بالنسبة لهم، ترتبط بأنها المكان الذي يجدون فيه أصدقاءهم، وتكتسب المدرسة في هذا الإطار أهمية اجتماعية كبيرة، خاصة في ظل ميل بعض الأسر إلى الاكتفاء بطفل واحد، فيجد الطفل في المدرسة متنفسا له، ويجد من الأصدقاء ما يعوضه عن الشعور بالوحدة في البيت. ولكن من المؤسف له أن هذه الأبعاد الاجتماعية لا تحظى بالاهتمام الكافي من جانب المعلمين، ولا يراعونها في سياق الدرس.
ففي المدرسة يشعر الطالب بأنه محل قبول من الناس المحيطين به، كما تتاح له في أثناء الدرس فرصة التعلم الجماعي، وتبادل الآراء والنقد، والحصول على الاعتراف به من المجتمع المدرسي، وتنمو فيه القدرة على العمل ضمن فريق.
وليس من المفيد تنمية روح الفردية والأنانية في التلاميذ، بحيث يتم التركيز على من يحصل على أعلى درجة، ومن هو الأول على الصف، ولعل الطريقة الأفضل من ذلك، هو ألا يتم الإعلان عن درجات كل تلميذ في الاختبارات، بل يتحدث المعلم عن المستوى العام للصف في كل اختبار، فيشعر كل فرد منهم بأنه مسؤول عن هذا المستوى، وأن التحسن يقتضي أن يشارك الجميع في هذه المهمة، وبدلاً من إعطاء أسئلة فردية لكل طالب، تكون هناك واجبات جماعية، يشارك في حلها أكثر من طالب سويا، وبذلك يمكن تجنب أن يكون هناك طالب حاصل على أسوأ درجة في الصف، ولا يجد من يساعده في التغلب على الشعور باليأس، أو يقتسم معه هذا الألم.
إن إشراك الطلاب في العديد من الأنشطة إلى جانب التعلم المشترك، مثل الألعاب الرياضية، والاحتفالات المدرسية، والأنشطة اللاصفية المتنوعة، يجعلهم قادرين على التوصل إلى حلول مشتركة، إذا تعلق الأمر بشجار، أو اعتداء بدني، حيث يمكنهم عندئذ إيجاد بدائل في أفكارهم وسلوكهم، من خلال الروح الجماعية التي ترسخت فيهم.
إن الدور البناء الذي يمكن أن يتحقق في المدرسة بالنسبة للأبعاد الاجتماعية، يقتضي ألا ينظر المعلم لنفسه بصفته ناقلا للمعلومات والمعارف فحسب، بل يعتبر نفسه شريكا في حدث اجتماعي، وهو الأمر الذي يعني أن يندمج المعلم في النشاط الاجتماعي للصف، وأن يصبح أحد عناصر هذا النشاط، وهو الأمر الذي سينعكس على المناخ السائد في الصف.
إن الدرس الجيد يعتمد على نشأة شعور جماعي، يركز على (نحن) أكثر من التركيز على (الأنا)، يعتمد على الانفتاح على الآخرين، وعلى الصدق، والاحترام المتبادل بين جميع الأطرف، معلمين وطلاب، والتغلب على الخلافات ومصادر الاضطراب في الصف، أو تجنب حدوثها من الأصل، وعندها لا يقتصر دور المعلمين على أن يكونوا أعضاء في هيئة تدريس، هدفهم تقييم المستوى التعليمي للطلاب فحسب.
يمكن تلخيص معالم الدرس الجيد من حيث الأغراض المأمولة منه، في النقاط التالية:
- التركيز على الأمور الجوهرية تبعا للمعايير التربوية والاجتماعية.
- تجنب التركيز على جوانب محددة من حيث المحتوى والموضوعات، المتعلقة بالماضي والحاضر والمستقبل.
- مراعاة اكتساب العديد من الكفاءات، التي لا تقف عند المعرفة، بل تشمل أيضا المهارات والآراء والتجارب الحياتية.
- اكتساب الاستقلالية، والقدرة على تكوين رأي مستقل، والرؤية الناقدة، والأفكار الإبداعية، عن طريق إشراك الطلاب في التخطيط للحصة، وتنفيذها في الواقع.
- مراعاة الأبعاد الاجتماعية بدرجة مناسبة، من الناحية الانفعالية والمعرفية والتطبيقية.
ويجب ألا يتجاهل المعلم وجود مؤثرات خارجية، إضافة إلى الظروف المكانية والزمانية والشخصية والمرافق المتوفرة في المدرسة.
ما هي طرق التدريس التي تدعم الدرس الجيد؟
هل يمكن الحديث عن طريقة مثالية، إذا اتبعها المعلم، كان الدرس جيدا، وإذا اتبع أي طريقة سواها، فإنه لن يحقق الهدف من الدرس، أم أن هناك طرقًا عديدًا تؤدي إلى نفس النتيجة. لعل الأمر يتضح بعد استعراض الواقعة التالية:
شعرت فاطمة، وهي طالبة في الصف السادس الابتدائي، بالفخر والسعادة، لأن المعلمة لم تطلب منها أن تؤدي الواجب المنزلي مثل بقية زميلاتها، واقترحت عليها بدلا من ذلك أن تكتب بحثا عن (البط)، وتقوم بإلقائه على زميلاتها في الحصة القادمة، لأن المعلمة لاحظت اهتمامها بهذه الطيور، أثناء قيام الصف برحلة إلى بحيرة.
أحضرت فاطمة كتبا من المكتبة العامة، وبحثت في الإنترنت، وفتشت في كتب أبيها وأمها في البيت، ونسخت أجمل الصور التي عثرت عليها، وكتبت بحثا من أربع صفحات، وفي الحصة التالية وقفت أمام الصف، وألقت المحاضرة، وكانت تستخدم الصور التي نسختها، وتشير إلى صور أخرى في الكتب التي استعارتها، وشرحت سبب حبها لهذه الطيور، لأن أهلها اعتادوا منذ ولاتها أن ينادوا عليها باسم (بطة)، فأخذت تبحث عن أوجه الشبه بينها وبين البط ولم تعثر عليها بعد، ضحكت زميلاتها، وكانت الحصة ممتعة ومفيدة، لكن المشكلة أن كل الطالبات أردن أن يفعلن الشيء نفسه، ورفضن التنازل عن حقهن في المساواة بفاطمة.
لكن بعد المحاضرة الثالثة، اكتشف الجميع أن الأمر لم يعد مسليا، واقترحت الطالبات أن يتوقفن عن هذه المحاضرات.
من هذه الواقعة يتبين أنه ليس هناك طريقة وحيدة، تصلح لكل المواقف، وأن ما يصلح اليوم، وفي صف معين، ليس بالضرورة أن يصلح في اليوم التالي، أو مع صف آخر، يمكن للمعلم أن يعمل اليوم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل، يتعاون أفرادها في القيام بتجربة علمية، وفي اليوم التالي يكون من الأفضل أن يقف المعلم أمام الصف، ليناقش مع المجموعات المختلفة النتائج التي توصلوا إليها، وفي مرة أخرى يكون اختبار معارف الطلاب عن طريق الأسئلة، هو المناسب لهذا الدرس، أو أن يتبادل المعلم الأدوار مع طالب، يقف مكانه، ويتولى هو إدارة الصف، ويقوم بالشرح لزملائه، وفي درس آخر يكون العمل بالكمبيوتر، أكثر فائدة للجميع، ليتعلموا كيفية البحث عن المعلومة، من بين مئات العناوين الإلكترونية التي يعثروا عليها في (جوجل)، أو أن يترك المعلم للطلاب أن يقرروا ماذا يريدون أن يفعلوا في هذه الحصة، ويكون العمل الحر هو عنوانها، والذي لا يعني الفوضى، بل يعني أن يصبح المعلم متابعا لجهود التلاميذ، دون أن يفرض عليهم أي شيء، وغير ذلك كثير من الطرق التربوية المستخدمة، مع العلم بأن ما ينتقده الجميع من وقوف المعلم أمام الصف، وإلقاء المعلومات على الطلاب، مازال هو الأسلوب المتبع في غالبية المدارس في جميع أنحاء العالم، رغم ما يذكره الكثيرون من اتباعهم لطرق التدريس غير التقليدية.
وليس من الصحيح أن نتوهم أن تحقيق هدف تربوي وتعليمي ما، يقتضي استخدام أسلوب وحيد بعينه، بل هناك دوما بدائل وطرق تدريس متعددة للوصول إلى هذا الهدف، لكن ذلك لا يعني أن أي طريقة تعليمية، تؤدي دوما إلى الهدف المطلوب، بل إن بعض الطرق تتناقض كليا مع بعض الأهداف التربوية والتعليمية.
تنويع طرق التدريس تبعًا لأهداف الدرس
إن أهداف الدرس قد تقتضي أحيانًا الاقتصار على عمليات التفكير البسيطة، مثل تسميع المفردات التي حفظها الطلاب، أو عمليات تفكير تحليلية نقدية معقدة، مثل استخلاص رؤية شاملة للأحداث التاريخية، أو التركيز الكبير لاستيعاب نتائج أبحاث بيولوجية، أو بناء حكم مستقل، مثل الخلافات حول القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها، أو انتهاج طرق البحث العلمي، مثل تكليف مجموعة من الطلاب بعمل بحث عن الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)، أو التعلم بصورة تقليدية، مثل شرح بعض النظريات الرياضية، وحل مسائل للتدريب عليها، أو القيام بعمليات مشتركة، مثل قيام الطلاب بممارسة لعبة كرة القدم، أو الاشتراك في القيام بعمل فني، أو النقاش بين الطلاب تبعا لقناعاتهم الفردية، مثل الخلاف حول قضايا أخلاقية، علما بأن وجود قيم مشتركة، لا يعني أن يتبناها جميع الطلاب دون توفر مساحة للتفكير والاختلاف، ولا ينبغي أن يتقبل الطلاب ما يقوله المعلم على أنه كلام مسلم به، ومطلق الصلاحية، لأن استخدام كل واحد منهم لعقله، يثري الحوار، ويجعل الطلاب قادرين على التفكير.
كذلك ينبغي مراعاة أن كل مرحلة من مراحل الدرس المختلفة، سواء كانت التمهيد، أو التحضير، أو العرض، أو تعميق المعلومات، أو ربطها بأمثلة تطبيقية، لتثبيتها في ذهن الطالب، كل منها يحتاج إلى طرق تعليمية لا تصلح بالضرورة لمرحلة أخرى.
تنويع طرق التدريس تبعًا للطلاب
يواجه المعلم في الصف ميولا مختلفة من طالب لآخر، ومستويات دراسية متباينة، واختلاف الرغبات في الوسائل التعليمية السمعية والبصرية، واهتمامات غير متوافقة تبعا للسن، وتبعا للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الطالب، والتجارب الحياتية التي مر بها كل واحد منهم، وعناصر القوة والضعف في التعلم، فهناك طلاب يفهمون القضايا النظرية مباشرة، وبدون حاجة إلى أمثلة ملموسة، وهناك طلاب لا يتسع أفقهم إلا لما تدركه حواسهم.
ولا يكون الدرس جيدا، إلا إذا استطاع المعلم مراعاة هذه الاختلافات، من خلال التنويع في طرق التدريس، مثل استخدام الدرس الحر، أو إلغاء الفواصل بين الحصص، وإزالة قيود الزمن، بحيث يستمر الدرس، حسب الحاجة، وإدماج مواد متعددة في دراسة موضوع ما، أو إدماج مراحل عمرية مختلفة في نفس القاعة الدراسية، بحيث يساعد الطلاب بعضهم بعضا، أو توزيع الواجبات على الأسبوع بالكامل، بحيث يقرر الطالب عمل هذه الواجبات في اليوم الذي يناسبه، ولا يحتاج لتسليمه في اليوم التالي مثلا، المهم في كل ذلك ألا يركز المعلم على مجموعة من الطلاب دون غيرهم، بل لابد من ترسيخ روح الجماعة فيهم، وقيم العمل الجماعي، والانتماء إلى فريق، مهما اختلفت مستوياتهم وطباعهم وخلفياتهم الاجتماعية أو الدينية أو العرقية، لأن طريقة التعليم الفردي الانعزالي أثبتت عدم فاعليتها، مثل معامل اللغة، التي يجلس في أثنائها كل طالب منفصلا عن غيره.
تنويع طرق التدريس تبعًا للظروف الخارجية
ينبغي على المعلم أيضًا أن يراعي الظروف الخارجية والأوضاع السائدة في الصف، في اختيار طريقة التدريس المناسبة، فلا يجوز مثلا استخدام طريقة العمل في مجموعات صغيرة، إذا كان عدد تلاميذ الصف ضخما، خاصة إذا غاب أحد المعلمين، وجرى توزيع التلاميذ صفه على صفوف أخرى، ولا يمكن عمل تدريبات من الكتاب المقرر، إذا كانت الكتب المدرسية لم تصل بعد إلى المدرسة في بداية العام الدراسي، كذلك قد لا يكون من المناسب أن يركِّز الدرس على البحث في المعاجم عن المفردات الجديدة في نص باللغة الإنجليزية، إذا طلب زائر من خارج المدرسة، حضور الدرس.
لعل هذه الأمثلة توضح أن فرض طرق تدريس معينة من قبل إدارة المدرسة أو من الإشراف التربوي، أو حتى من قبل وزارة التربية والتعليم، ليس مفيدا، مع التأكيد على أن إعطاء المعلم حرية اختيار الطريقة ليست انتكاسة، وعودة إلى وقت الهيمنة المطلقة للمعلم على الصف، بل هي السبيل لأن يتحمل المعلم المسؤولية عن النتائج، مادام هو الذي اختار الطريقة التي رأى مناسبتها للدرس، بعد مراعاة كل ما سبق ذكره من عوامل، كما أنها تعطيه الفرصة لكي يقوم بتطوير طريقته في التدريس، دون قيود مفروضة عليه من خارج الصف، فيستطيع أن يبدع من خلال التنوع في طرق التدريس، التي يقرر استخدامها، إيمانا بأن ذلك سيتم من خلال العلاقة التفاعلية بين المعلم والطلاب، وتبادل الرأي بينهم، واستفادة كل طرف من الطرف الآخر، لما فيه صالح العملية التعليمية، وتحقيق أفضل النتائج.
أسئلة هامة
يجب على المعلم أن يتوقف من آن لآخر، ويطرح بعض الأسئلة على نفسه، ليعيد النظر في طريقته، بناء على الإجابة على هذه الأسئلة:
- هل يضع المعلم نصب عينيه تنمية قدرات الطلاب ومعارفهم ومهاراتهم، أم يرى أن دوره الأكبر يتمثل في تقييم مستوياتهم واختبارهم؟
- هل يتيح الدرس للطالب الموهوب والطالب الضعيف، كما يتيح للطالب الذي يتمتع بحياة كلها رفاهية وزميله الذي يعيش في ظروف قاسية أن يندمج في الحصة، ويشارك فيها، أم تسهم طريقة التدريس في فرض العزلة على بعضهم؟
- هل يشجع الدرس على نشأة علاقة تعاون وترابط اجتماعي بين التلاميذ، باعتبارهم مجتمعًا صغيرًا متماسكًا، أم يهيمن التحزب والتشرذم عليهم؟
- هل يستخدم المعلم طريقة واحدة في التدريس، ويرى أن مهمة الطلاب أن ينسجموا مع هذه الطريقة، أم يبحث المعلم عن الطريقة المناسبة للطلاب؟
- هل يسهم الدرس في تنشيط الطلاب وجعلهم أكثر فعالية ومشاركة، من خلال التنويع من وقت لآخر في طريقة التدريس، أم تسود حالة من الملل في الصف؟
- هل يرغب المعلم في أن ينمّي الدرس الاستقلالية وروح المسؤولية في الطلاب، والإسهام في التخطيط للدرس وتنفيذه، أم يلتزم بالخطة الموضوعة في دفتر التحضير، بغض النظر عن الظروف السائدة في الصف؟
- هل ينصب اهتمام المعلم على أن يحقق الطلاب تقدما على الصعيدين العلمي والشخصي في الدرس، من خلال اكتساب معلومات ومهارات إضافية، أم يجعل سعادة الطلاب وشعورهم بالرضا هو هدفه الوحيد؟
ما الذي يحدد المناخ الطيب في الدرس؟
إن الدرس الجيد يحتاج إلى التحضير المتقن، بحيث يكون المعلم ملما بكل عناصر الموضوع الذي يريد التحدث فيه، وقادرًا على التعامل مع أي موقف، من خلال تغيير طريقة الشرح إذا اقتضى الأمر، بل وتقديم وتأخير بعض العناصر، تبعا للمناخ السائد في الصف، فإذا شعر بأن الطلاب القادمين في بداية الأسبوع، لم يستجمعوا قواهم بعد، ولدى بعضهم مشاكل كثيرة، حالت دون الاستعداد الجيد للمدرسة، مثل الانتقال إلى بيت جديد، أو زيارة أقارب لهم، قادمين من الخارج، وإقامتهم عندهم في المنزل، أو طلاق والدي أحد التلاميذ، أو غير ذلك من الظروف، فإن المعلم قد يلجأ مثلا إلى الاستعانة بمشاهد من مسرحية لشكبير، يشاهدها التلاميذ، قبل أن يبدأ معهم في التحدث عن الأدب الإنجليزي، رغم أنه كان قد خطط للبدء بتناول نص من الكتاب المدرسي، ثم الانتقال إلى هذه المشاهد المسرحية، ولكنه أنقذ بذلك الحصة، واستطاع أن يمهد للموضوع، حسب تقديره.
حينما لا تكون هناك أي علاقة بين التلاميذ، وبين المعلم الذي يشاهدونه لأول مرة، أو الذي لم يخرج معهم أبدا في رحلة مدرسية، ولم يتحدث إليهم خارج الصف، ولم يهتم بالسؤال عن أحدهم إذا عاد للمدرسة، بعد غياب مرضي، أو كانت العلاقة قائمة على النفور، بسبب عدم وجود احترام متبادل، أو بسبب سخرية المعلم من الطالب غير المجتهد، فإن ذلك ينعكس سلبا على الجميع، لأن الدرس عبارة عن حدث، تنشأ خلاله علاقة بين أفراد، ويتحدد المناخ السائد في الدرس، حسب نظرة هؤلاء الأفراد بعضهم لبعض، إذ يمكن أن تكون العلاقة متوترة، أو يسودها اللامبالاة، أو الود، أو التعاون والتكامل لإنجاح المهمة، فإذا لم يراع المعلم أهمية هذا البعد، فإن عمله قد لا يحقق النتائج المرجوة، رغم تعبه وجهده.
لذلك فإنه من الضروري أن يهتم المعلم بإقامة علاقة طيبة مع طلابه، وهو الأمر الذي يتحقق من خلال ما يلي:
- شخصيته منفتحة على الآخرين.
- تفهُّم طلابه، دون تملقهم.
- منحهم الثقة، والانطلاق من أن الطالب صادق، طالما لم يكن هناك مبرر لغير ذلك.
- المشاركة الوجدانية.
- الاحترام الشخصي.
وإذا لمس الطالب أن المعلم مستعد لتقديم يد العون، وملتزم بالعدل، فإنه يشعر بالاطمئنان، وإذا كان سلوك المعلم إيجابيًا ومنطقيًا، خاليًا من الانفعالات المبالغ فيها والمفاجئة، فإن الطالب يستطيع التركيز على التعلم، ويستفيد من كل لحظة في الدرس، كما أن طيب العلاقة بين الطرفين، المعلم والطلاب، يجعلهم لا يشعرون بالإحباط، إذا لم يتحقق الهدف من الدرس من أول مرة، وكانت هناك صعوبة في فهم محتوى المادة، فتشجعهم العلاقة الطيبة على المحاولة من جديد.
سلوكيات وقواعد
إن التزام المعلم والطلاب ببعض السلوكيات، يسهم في إيجاد المناخ الطيب في الدرس، فحرص المعلم مثلا على قول كلمة «تفضل» وهو يعيد الدفتر للطالب، لا يقلل من شأنه، بل يجعله مثلا أعلى في السلوك، وأن يرحب بالطالب العائد من المرض، ويظهر سعادته بوجوده بين زملائه من جديد، يرفع روحه المعنوية، ويجعل الطلاب يبادلونه الذوق بمثله، وإصرار المعلم على أن يستخدم الطلاب فيما بينهم هذه العبارات، ينشر مناخا من الود بين الجميع، بشرط أن يستخدم المعلمون فيما بينهم هذه الذوقيات والسلوكيات المحمودة أيضًا.
من المهم أن تكون هناك قواعد عامة، وأسس ثابتة لا تتغير من معلم لآخر، ومن حصة لحصة أخرى، فليس من المنطقي أن يطالب معلم الطلاب بالوقوف عند دخوله، ويعلن معلم آخر أن ذلك تقليدًا لم يعد مناسبًا للعصر، ويطلب منهم البقاء جلوسًا، وأن تضع إدارة المدرسة قواعد، مثل عدم إعطاء واجبات في نهاية الأسبوع، حتى يسترد الطلاب طاقتهم، فيخالفها معلمون، بحجة أن المنهاج الدراسي كبير، ولا يتفق مع هذه القواعد، لأن الأصل في القواعد أن يلتزم بها الجميع، حتى يتعلم الطالب مبدأ احترام القواعد، وهو الأمر الذي لا يقل أهمية عن أي مبرر يسوقه المعلم لمخالفة القواعد.
ولا يعني الالتزام بالسلوكيات الحميدة، والقواعد الصارمة، ألا تحدث اختلافات في الرأي، بل وربما شجار بين أطراف العلاقة في الصف، لأن من بين المهام التربوية التي يجب أن تقوم بها المدرسة، هي تعليم الطلاب ما يعرف باسم «ثقافة الشجار»، والتي لا تقوم على الصراخ، والسباب والشتم، واستخدام العنف البدني، بل تعني القدرة على توضيح وجهة النظر بصوت منخفض، والاختلاف حول مسألة ما، وعرض المبررات والحجج، والسعي لإقناع الطرف الآخر بهذا الرأي، أو على الأقل لتوضيحه، حتى يتم التوصل إلى اتفاق، أو على الأقل لاحترام الاختلاف في الرأي، مع تعلم آلية فض النزاع من خلال وجود طلاب محددين، توكل إليهم هذه المهمة، إذا كان الاختلاف لا يستدعي تدخل المعلم، ومن المفيد في هذا المجال، تخصيص حصة أسبوعية، يجتمع فيها مربي الصف بالطلاب، ويبحث معهم أي خلافات أو مشاكل داخل الصف.
البيئة المحيطة
إن الصف المدرسي يمكن أن يصبح مكانًا مشجعًا على التعلم، مريحا للحالة النفسية للطلاب والمعلمين، إذا توفرت فيه بعض العناصر الجمالية، وإذا لمس المعلم في طلابه الحماس لذلك، فعليه أن يقنع إدارة المدرسة بتشجيع ذلك، ودعمه ماديًا ومعنويًا.
وإذا اشترك المعلم والطلاب في وضع تصور لكيفية تجميل الصف، وتمكنوا من تنفيذه بعد ذلك، فإن ذلك سيؤدي إلى تحسين العلاقة بين الطرفين، بعد أن يلمسوا ثمار التعاون بينهم، وانعكاسه على المناخ السائد في الصف.
فمن شاهد بعض الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، وكيف استطاع المعلم وتلاميذه أن يجعلوا الصف يبدو مثل غابة في إفريقيا، فالحوائط لونها أخضر، وصور الحيوانات والطيور موزعة هنا وهناك، ومعلم آخر قام بتثبيت حبل بجانب السبورة، وحتى باب الصف، وكلما رسم طالب صورة جميلة علقها على الحبل، وآخر وضع لوحة بجانب باب الخروج من الصف، وفيها موضوعات التعبير المميزة.
أي أن المناخ الطيب في الصف، يعتمد على مرونة المعلم وقدرته على تقديم الدرس بصورة شيقة، وإقامة علاقة طيبة مفعمة بالثقة والاحترام المتبادل مع الطالب، ووجود قواعد ثابتة، وسلوكيات راقية، وتوفير بيئة محيطة، مشجعة على التعلم.
ما هي الشروط المساعدة على أن يكون الدرس جيدًا؟
إن ما ذكرناه من أهمية تحديد الغرض من الدرس، واختيار طريقة التدريس المناسبة، وتوفير المناخ المشجع على التعلم، لا يستطيع أن يجعل الدرس جيدًا، إلا إذا توفرت بعض الشروط في المعلمين أنفسهم، وفي إمكانيات المدرسة.
المعلم الجيد لا يكتفي بشهادته الجامعية، بل يحرص على حضور دورات تدريبية، تنمي قدراته، وتطلعه على أحدث الطرق التربوية والتعليمية، وترتقي بمعارفه في تخصصه، وترسخ لديه قناعة أن دوره لا يقتصر على نقل المعلومات، أو أن يكون حارسا للقيم والفضيلة في المجتمع المدرسي.
إن المعلم الجيد، قادر على إقامة علاقة إيجابية بين الطلاب وبين المادة العلمية، يسود فيها الفضول، والرغبة في اكتساب المزيد من المعرفة، بحيث يجد كل طالب مدخلاً لهذه المادة، يجعله قادرًا على التفاعل معها.
ينبغي أن يكون المعلم وسيطا نزيها بين الطلاب وبين المادة الدراسية، فلا ينتقد المادة وصعوبتها وسوء الكتاب المدرسي، لإرضاء الطلاب، ولا يعتبر نفسه محاميًا عن المادة الدراسية، ويلوم الطلاب على عدم فهمها، بل يكون قادرًا على رؤية الأمر من جانب الطلاب أيضًا.
كما يجب على المعلم أن يكون قادرًا على التعرف على عالم الطلاب كما هو في الواقع، وليس كما ينبغي أن يكون، ويتعامل مع مشاكل العنف والمخدرات والخلافات الأسرية والسلوك الاستهلاكي للطلاب (مثل الرغبة في اقتناء أحدث الجوالات)، وعلى تناول هذه القضايا في الدرس.
كل هذه المتطلبات في المعلم، يجب أن تكون أحد مكونات دراسته الجامعية، فيحرص أعضاء هيئة التدريس في كليات التربية على تأهيل المعلم، في هذه الجوانب، بدرجة لا تقل أبدا عن التأهيل العلمي في المادة أو المواد التي سيقوم بتدريسها للطلاب، ويمكن زيادة فترة التدريب العملي، أثناء الدراسة الجامعية، بحيث يمكن تقديم يد العون لطالب كلية التربية، في حل المشاكل التي تواجهه في المدارس قبل أن يتخرج، فتتكون لديه حصيلة من الخبرات التي تساعده على نجاحه في القيام بعمله مستقبلاً.
كما أن توفر الإمكانيات اللازمة في المدرسة، شرط أساسي للحصول على درس جيد، فلابد من أن تكون القاعات المخصصة للصفوف، في مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء، وتكون جيدة الإضاءة، ومتسعة لعدد التلاميذ، وكذلك توفير أنواع مختلفة من الغرف في المدرسة، تبعا للغرض المطلوب، سواء كان التدريس أو المعمل أو الأنشطة أو اللعب والرياضة، ووجود التجهيزات اللازمة في كل منها.
الخلاصة
إن الدرس الجيد هو الذي لا يركز على هدف واحد، ويتجاهل شمولية العملية التعليمية، وهو الذي يدرك الاختلافات الكبيرة بين الطلاب، من حيث القدرات والخلفيات الاجتماعية والثقافية، والميول والمهارات، وهو الدرس الذي لا يركز على نشاط ذهني واحد، فلا يركز على التدريبات العملية وحدها مثلا، ولا يتجاهل الأهمية القصوى للعلاقة الطيبة بين المعلم والطلاب، وللمناخ السائد في الصف، وللأوضاع المحيطة من عناصر بشرية وتجهيزات، ولا يتجاهل ما يعيشه الطلاب من واقع بكل سلبياته وإيجابياته، بل هو الدرس الذي يستطيع رغم كل هذه الخلفيات والصعوبات، أن يحقق الأهداف التعليمية والتربوية المطلوبة منه في المدة الوجيزة للحصة.