الأساتذة شبعوا وتفطحوا وخاصهم الهراوة!
هشام التواتي
“اللي كيقول ناس التعليم مفطحين، قل ليه أجي تذوق.”
بعد أن واجه الأساتذة والأستاذات، في الشهور القليلة الماضية، موجة غضب وانفلات بعض التلميذات والتلاميذ، الذين تمردوا على قيم التربية والأخلاق، فنسوا أو تناسوا أنهم في فضاء للتربية والتكوين، فأطلقوا العنان للغضب الجارف في أعماقهم، وحرروا بالخطإ طاقة كان يمكن استثمارها فيما يفيد، فامتدت الأيدي لتنتهك حرمة الأستاذ مابين ركل ورفس وطعن بالسكين. سالت الجروح، ونزفت الدماء، وتدنس المقدس، فارتفعت الأصوات مستنكرة ماحدث، فعقدت الإجتماعات، وتناسلت اللقاءات، وكثرث الحوارات والتصريحات. تمت السيطرة، ولو إلى حين، على ماحدث، فخفت ولله الحمد أخبار الإعتداءات على أسرة التعليم، وتعافى، ولو مؤقتا، تلامذتنا من فيروس العنف والشغب. ” دازت الحملة. لهلا يردها”.
اليوم يعاني نساء ورجال التعليم من جحيم حقيقي ومرعب: إنه التنقل بين طرقات ومسالك الممملكة في اتجاه مقرات عملهم. شي خدام فالصحرا والفيافي، شي خدام فالجبال والمرتفعات، شي خصو يقطع الواد ويضرب عشرات الكيلومترات مستخدما جميع أنواع المواصلات ويكملها على البهايم وينزل يكمل على رجليه… وشي كيتنقل فالثلج والبرد والريح والحر والصهد والعقارب والأفاعي والكلاب والذئاب…الحاصول اللي كيقول ناس التعليم مفطحين، قل ليه أجي تذوق.
تساؤل مشروع يطرحه نساء ورجال التعليم. تعويضات التنقل. تعويضات أخطار المهنة. “الطريزيام موا”. علاش بعض القطاعات كتخصص الطرانسبور لموظفيها إلا وزارة التربية الوطنية؟ علاش بعض القطاعات الحكومية والخاصة جمعيات أعمالها الإجتماعية كتفطحهم وكتهلا فيهم…إلا وزارة التربية الوطنية فاش كيوصل الصيف كتكري لهم الخيام وكتسكنهم فالأقسام.
علاش مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بميزانيتها الهائلة متخصصش منتزهات محترمة لنساء ورجال التعليم بأثمنة رمزية؟ قالك دارو شي واحد فمراكش الليلة فيه مابين 300 و 400 درهم. فالوقت اللي موظفي ومستخدمي قطاعات خاصة مكيتعداوش 100 درهم خلاص ثمن ليلة للمبيت…
ندوزو للنقل. القطار حدو مراكش. والاستفادة محددة في 40 بالمائة من ثمن التذكرة من الاثنين إلى الخميس والسبت طيلة اليوم ونصف اليوم الصباحي ليومي الجمعة والأحد. بينما الجمعة والأحد من الثانية بعد الزوال إلى منتصف الليل يهبط التخفيض إلى 20 بالمائة فقط…هذا هو الضحك على الذقون.
دبا اللي ساكنين من مراكش لتحت ماغاديش يستافدوا وخا كيتقتطع لهم من الأجرة ديالهم مبلغ انخراط سنوي. علاش ماتكونش الإستفادة طيلة أيام الأسبوع بخمسين فالمائة مثلا مع العلم أن قاعدة المنخرطين واسعة ولله الحمد والفلوس كاينة؟ علاش مايستافدوش نساء ورجال التعليم من التخفيض في الحافلات الجيدة؟ علاش نساء ورجال التعليم مكيشدوش بريم على اللباس بما أن الهندام يدخل يدخل في تنقيطهم السنوي؟
علاش الأساتذة ماعندهومش شي تأمين صحيح اللي يقدروا يوقفوا على الخدمات ديالو نهار يطيحوا فالمدرسة أو فالطريق ويلقاو اللي يجيب لهم إسعاف خاصة تديهم لكلينيك خاص فين يتعالجو بلا مايضطروا يخلصوا لاريال لايحطوا شيك ضمانة؟
علاش الفاعلين في قطاع الإتصالات مايخفضوش مقابل الإشتراك في الأنترنيت والهاتف للأساتذة ويولي غي ثمن رمزي لأنهم يعتمدونه في البحوث وتحضير الدروس؟ علاش ماتعطيهمش الأبناك اللي كتربح الملايير ومكتساهم بوالو فالاقتصاد، طالعة واكلة نازلة واكلة، قروض بدون فائدة، أو أضعف الإيمان بفائدة لاتتعدى واحد بالمائة؟
علاش نساء ورجال التعليم محرومون من متابعة الدراسة ومن الترقية بالشهادة وتغيير الإطار؟ علاش الأستاذ ماياخذ حقو حتى يحتج ويدير الإضراب ويعتصم ويتقتطع ليه من الاجرة وياكل العصى ويسمع السبان والشتم ويقدر يتعتقل عاد كيقطروا ليه شي حق من الحقوق؟ علاش مازال مابغيتوش تردوا الإعتبار للأساتذة الثمانية الذين اعتقلوا ظلما وعدوانا على هامش احتجاجهم السلمي للمطالبة بالترقية بالشهادة وتغيير الإطار وحوكموا في المرحلة الإبتدائية غيابيا وتم تسجيل الحكم حضوريا وضربتوهم بشهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية؟ سولوا جبران زازيد والسحيمي ومريم ويوسف وباقي الأساتذة. فمتى ستطوي وزارة التربية الوطنية ملف هؤلاء الأساتذة الثمانية ومتى سترد إليهم الإعتبار