معلم" بالفيافي" يستدفئ بحطب الطاولات
يتذكر يونس وهو أستاذ بالتعليم الابتدائي ذلك اليوم الذي وجد نفسه مظطرا لتكسير بعض طاولات القسم والتدفئة بأخشابها بعد أن حوصر داخل قاعة دراسية منعزلة في منطقة جبلية .هذا الحادث الطريف الذي يعود لأزيد من عشر سنوات لازال موشوما في ذاكرة يونس وكيف أنه دخل في مشادات كلامية مع المفتش الذي زاره قبل أن يجد الإثنان نفسهما في مجابهة الثلج نظرا لغياب وسائل النقل، فإن الوافدين على المنطقة كانوا يستقلون شاحنة عسكرية تأتي صباح كل يوم وتعود بهم عند المساء.
لم يمض إلا بضعة أشهر على تعيين المعلم ليقرر المفتش زيارته،استقل هذا الاخير الشاحنة العسكرية التي أقلته للقسم اليتيم بين الجبال،
فوجئ المفتش بالقسم دون تلاميذ والمعلم يستدفئ بالأخشاب الموقدة،جال المفتش بناظريه في القسم فلاحظ أن الأخشاب التي يستعملها المعلم هي أخشاب طاولة،فجن جنونه وتوعد المعلم بتقرير يقضي عليه،ولم تنفع كل المبررات والحجج التي ساقها المعلم في اقناع المفتش بأنه منذ التحق لم ير وجوه التلاميذ الا مرتين،وأنه يعاني أشبه بوضع النفي جوع،صقيع،وحشة ووحدة..لم يلق المفتش بالا لوضع المعلم وجلس قرب باب القسم ينتظر عودة الشاحنة لتقله الى خارج المنطقة،مرت الدقائق فالساعات،وحل الليل دون أن تأتي وسيلة النقل،اشتد البرد واستبد الجوع بالمفتش قبدأت عباراته تلين تجاه المعلم الى أن وجد نفسه مضطرا للاقتراب من فضاء المعلم الساخن،وطلب منه تكسير طاولة أخرى لضمان ليلة دافئة داخل القسم الكئيب
المعلم يوسف